إجابة مختصرة على سؤال: هل الحاكم المسلم أجير عند الأمة؟
إجابة مختصرة على سؤال: هل الحاكم المسلم أجير عند الأمة؟
النصوص الشرعية المتعلقة بمنصب الإمامة كثيرة جدا في الكتاب والسنة،
وقد أفرد جمع من العلماء كتبا وأبوابا خاصة في مؤلفاتهم في بيان حقوق الإمام وواجباته وفضائل العادلين منهم وعواقب الظالمين،
كما فعل البخاري رحمه الله في كتاب الأحكام من صحيحه، والإمام مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه كذلك، بل إنك ستجد هذه المسألة مسطرة في مؤلفات أهل السنة في العقائد والفقه والتفسير والحديث وغيرها.
وهذه الكتب وما تضمنته من أدلة الكتاب والسنة في المسألة لن تجد فيها وصف الحاكم بأنه أجير أو يعامل معاملة الأجير، ولم يعرف هذا الوصف في كلام العلماء من الفقهاء والمفسرين والمحدثين-حسب علمي-، وكل خير في اتباع من سلف، ولا خير في مسألة أو مصطلحات لم يتكلموا فيها في هذه الأبواب الهامة من الدين.
أما كون الحاكم يخصص له رزق خاص-راتب- من بيت المال أو من خزانة الدولة فهذا لا يدل على أنه أجير، فالقضاة الشرعيون وأئمة المساجد والعلماء والمفتون قد نص الفقهاء على جواز تقاضيهم لمثل هذه الأرزاق والمرتبات من خزانة الدولة
ومع ذلك لا يوصف العلماء ولا القضاة ولا أئمة المساجد بأنهم أجراء لدى الأمة.
وإني لأنصح نفسي وإخواني -وفقهم الله- بالابتعاد عن كل لفظ ومصطلح لم يذكره السابقون؛ فلو كان خيرا لسبقونا إليه، والمؤمن يحرص على ألفاظ الكتاب والسنة ويتمسك بها أشد من حرصه على غيرها، فالكتاب والسنة جاء فيهما وصف الحكام بأنهم:
ولاة الأمر
أئمة
أمراء..
والخير كله في التمسك بالكتاب والسنة لفظا ومعنى.
والله تعالى أعلم
و الحمد لله رب العالمين