لقاء صحفي حول ( داعش )

أمين سر لجنة الوسطية د. عبدالله الشريكة لــ القبس:

«الدواعش» في البلاد.. لكن العدد غير مقلق

عبدالله الشريكة متحدثاً لـــ القبس تصوير مصطفى نجم

حمد السلامة
كشف أمين سر اللجنة العليا لنشر الوسطية د. عبدالله الشريكة في لقائه مع القبس أن هناك «دواعش» في البلاد، إضافة إلى وجود المتعاطفين مع التنظيم المتطرف.
وقال الشريكة إنه مع انضمام كل الفئات والشرائح لــ «داعش» من جميع دول العالم المسلمة وغير مسلمة، بات من الطبيعي أن يكون لدينا «دواعش» في الكويت.
واضاف انه تلقى شخصياً شكاوى من قبل اهالي بعض الفتيات في البلاد تؤكد تعاطفهن مع «داعش» ورغبة بعضهن في الذهاب إلى التنظيم للمشاركة معه، ناهيك عن رصد وجود الفكر المتطرف لدى الفتيات في بعض منتديات الانترنت، كاشفا أنه تم التعامل مع هذه الحالات.
وكشف الشريكة ان شبكات التواصل الاجتماعي هي السوق الرابحة لتجار التطرف للتغرير بالشباب وبث المفاهيم الخاطئة في نفوسهم، مطالباً بالتكاتف من قبل جميع الدعاة لمواجهة هذه الظاهرة.
وبيّن ان مركز الوسطية خرج عن رسالته في السابق ووقعت فيه مخالفات في المطبوعات ومخالفات مالية وادارية وفكرية، ناهيك عن استضافة بعض الدعاة، الذين يعتبر فكرهم مشبوهاً وكانوا يدعون إلى الانقلاب على الحكام والتطرف، فضلاً عن مواقفهم السيئة ضد الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم.
وفي ما يأتي اللقاء:
• هل هناك «دواعش» في الكويت؟
– من الطبيعي ان يكون في الكويت فئات تنتمي فكريا او تنظيمياً لــ «داعش»، ففي كل بلدان العالم يوجد «دواعش»، وهذا التنظيم يضم كل الفئات والشرائح من الدول الاسلامية والغربية المحافظة وغير المحافظة، وتتنسب اليهم كل الشرائح.

متعاطفون
• هل يوجد متعاطفون مع التنظيم في البلاد؟
– نعم يوجد هناك تعاطف من البعض، وأحيانا هذا التعاطف لا يتعدى العاطفة فقط، وربما يرون ما يفعله «داعش» خطأ، لكنهم يتعاطفون معهم، تصديقا لمزاعم «داعش» بأنهم يقاتلون ضد الحكومات المستبدة التي تفتك بالمسلمين وتضطهد الانسان، وهذا التعاطف في اكثر حالاته مجرد مشاعر، اما ان يتطور إلى تفكير وإما الذهاب إلى «داعش»، فهذه حالات ليست بالكثيرة نسبيا.

لا إحصائيات
• هل أحصيتم عدد «الدواعش» في البلاد؟
– الإحصائيات يصعب تحديدها، ولن تكون دقيقة، لان من يحملون هذا الفكر لا يعلنون ولا يصرحون، لانهم يرون انفسهم في العهد المكي الاضطهادي، ولكن المتعاطفين هم من يعلنون تعاطفهم، وليسوا بالكثرة المقلقة لكن العدد لا يستهان به، فالشر يبدأ بشرارة.
• هل رصدتم أشخاصاً كانوا ينتمون إلى الحركات الجهادية سابقا وعادوا وانضموا إلى «داعش»؟
– البعض ينضم إلى الحركات الجهادية، ويدافع ويروج لها، بغض النظر ان كان جهادها صحيحا أو باطلا، رغم انحرافها عن مفهوم الجهاد، فكل من يبيح دماء المسلمين بأدنى الحيل تجب مجاهدته، وهؤلاء علينا ان نجاهدهم ونحمي المسلمين من شرهم، لانهم انحرفوا عن الجهاد.

مواجهة التطرف
• ما إجراءاتكم للتصدي للتطرف؟
– هناك إجراءات آتية عملية، ستكون في شقين: الاول وقائي، بأن نحصّن الناس ضد هذا الفكر قبل ان يتلبسوا به ونبيّن لهم انحراف هذه الافكار ومصادمتها للدين. والثاني علاجي، يكمن في علاج من يقعون في هذا الامر ومعالجتهم والحرص عليهم والنظر اليهم، باعتبارهم ابناء الوطن وقد وقعوا في هذا الخطأ عن جهل وحماسة، وسيكون هناك تنسيق مع «التربية» على مستوى الجامعات والمدارس والاعلام، وستكون هناك رسائل تخاطب الناس، وستنطلق وفود من «الأوقاف» لمحاورة الشباب في منتدياتهم ومخيماتهم وتجمّعاتهم ومعرفة المسائل التي يجهلونها لحمايتهم وتنويرهم وابعادهم عن الخطأ، وهناك استعداد من العديد من المشايخ، للعمل تطوعاً في هذه الاصلاحات ولا يريدون سوى تذليل العقبات التي توصلهم إلى الشباب.

مركز الوسطية
• بعد مرور أعوام على مركز الوسطية، هل يعتبر ولد ميتاً؟
– المركز مرت عليه مرحلة، خرج فيها عن رسالته، خصوصا في مطبوعاته، ووقعت فيه تجاوزات مالية وإدارية وفكرية خطيرة جدا، من خلال استضافة أشخاص منحرفين فكرياً ومشبوهين، ويدعون إلى الثورات والانقلابات على الانظمة، ولهم مواقف سيئة من دولة الكويت، خاصة إبان الغزو ووقوفهم ضد الفتاوى الشرعية بجواز الاستعانة بالقوات الاجنبية لتحرير البلاد، حتى انه تمت استضافتهم في الكويت بأموالها وتحدثوا امام الناس في مؤتمر عن هذه الفتوى وسخروا منها، وانها فتاوى مسيسة، كما تمت استضافة شخص معروف بعدائه الشرس للبلاد، وادار لقاءاته كبار المسؤولين في المركز وهذا موثق، بالاضافة الى تجاوزات مالية وادارية ووجود مؤلفات تمس نظام الحكم في البلاد عبر نشر مطبوعات ترفض أشكال الأنظمة السياسية في الكويت والخليج.

تيارات «الأوقاف»
• هل تهيمن على وزارة الأوقاف تيارات إسلامية بعينها؟
– «الأوقاف» كانت تحت هيمنة تيارات إسلامية في السابق، لكن في العهد الذي بدأه الشيخ محمد الخالد، وأكمله يعقوب الصانع تلاشت هذه النظرية، وتم رفع الظلم عن الجميع، حيث يعمل الجميع حالياً وفق مسؤولياته بعيداً عن اهتماماته وانتماءاته، ومن يخالف هذا النهج يُحاسب.
• هل يعرف جميع الشباب معنى الوسطية ومركزها؟
– للأسف، يجهل أغلب شبابنا معنى الوسطية ومركزها وأهدافها، ونسعى الى تثقيفهم بقيم الوسطية في الإسلام ونشرها في أوساطهم.

متطرّ.فات
• هل هناك فتيات ذوات فكر متطرف في البلاد؟
– توجد حالات في منتديات الانترنت، وتلقينا شكاوى من اهالي بعض الفتيات بان هناك تعاطفا وتأييدا من بناتهم لتنظيم داعش ورغبة في الذهاب مع هذا التنظيم، لكن النسبة كانت قليلة جدا، مقارنة بالشباب والدول الاخرى، وتم التعامل معها بشكل ايجابي.
• هل لدينا كادر دعوي نسائي متمكّن؟
– لا، ولكن بدأنا الاستعانة ببعض ذوات الاختصاص لنشر الوسطية في المدارس والجامعات والمساجد ممن يعملن في «الشؤون» و«التربية» والسجون واختصاصيات اجتماعيات وغيرهن، ولهن خبرة سابقة، وبابنا مفتوح لجميع من يريد المشاركة معنا.

مراقبة المخيّمات
• هل تستعينون بتجارب متطرّفين سابقين؟
– نتواصل، ونستفيد من تجارب بعض المتطرفين، حيث يرشدوننا احيانا إلى ما يؤثر في الشباب سريعاً وفي عقولهم من شبهات.
• كيف تراقبون المخيمات والتجمعات الشبابية لحمايتهم من مخاطر التطرف؟
– سنبدأ بالوصول اليهم عن طريق فريق عمل يذهب اليهم، ويناقشهم في جميع اماكن تجمعهم، وفي الكليات والجامعات والكليات العسكرية لتوعيتهم.
• ما أبرز معوّ.قات الوصول اليهم؟
– للأسف، يسعى البعض إلى غرس مفهوم أن من ينصحك للطريق الصحيح هم تابعون للحكومة فقط، ويحاولون انتزاع ثقة الشباب بمن يرشدهم إلى الهداية والطريق الصحيح، ونسعى الى تغيير هذا المفهوم في نفوس الشباب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، لانها افضل الوسائل للوصول اليهم.

متطرفون سجناء
• ماذا عن المساجين المتطرفين فكرياً في البلاد؟
– لسنا في غفلة عنهم، ونعمل على تأهيلهم ودمجهم، وتم تشكيل لجنة لمحاورتهم في السجن ومناقشتهم وتأهيلهم قبل خروجهم.
• ماذا عن مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب؟
– تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي السوق الرابحة للتجار المنحرفين، فمن خلالها يستقطبون الشباب ويبثون ما يريدون من شبهات تؤثر في قلوبهم وعقولهم، ونتمنى ان تكون الجهود متكاتفة ضد هذه المخاطر ولا بد ان يجتهد الدعاة لردع هؤلاء وعدم اتخاذ موقف ضبابي لردع من يبث الشبهات.

رسالتان
أكد الشريكة ان حماية الشباب من التطرف ستكون عبر رسالتين وفق وسائل عصرية، وبشكل مختصر في بيان حقيقة الوسطية الإسلامية وبيان الطرح المنحرف والغلو ممن يتبناه.

معارضة الإصلاح
كشف د. عبدالله الشريكة ان النفضة الجارية في «الأوقاف» تواجه معارضة من قبل المعارضين للإصلاح والمتنفعين، مطالباً بالوقوف مع أي عمل إصلاحي ودعمه بكل الوسائل لكي لا يتوقف.
تخفيض
رجح الشريكة ان تخفض ميزانية الوسطية، كما سيتم السعي لانشاء مراكز للوسطية في المحافظات، لنشر الوسطية واستقبال شكاوى المواطنين.

الصراحة
شدّد الشريكة على ضرورة الصراحة في محاربة الفساد والفكر المتطرف وعدم مجاملة الوطن وحماية ثروته من الشباب من أي مخاطر، متمنياً ان يستمر الاصلاح الجاري حالياً في «الأوقاف» حتى في المستقبل.

آليات «الأوقاف» لمواجهة «داعش»
1- تتبع الأئمة المنحرفين فكرياً.
2- زيارة تجمعات الشباب.
3- الاستعانة بعناصر نسائية.
4- تعديل مناهج التعليم الشرعي في «الأوقاف».
5- التدقيق في أسماء ضيوف الكويت من الدعاة.
6- الرد على الفتاوى المشبوهة في شبكات التواصل الاجتماعي.

علاج
أكد د. عبدالله الشريكة ان هناك تنسيقاً مع «الداخلية» للحد من ظاهرة التطرف وعلاج ابنائنا الذين يقعون في مخاطر الارهاب لحمايتهم من الخطر، كالطبيب الذي يعالج الناس.

جريدة القبس

http://www.alqabas.com.kw/Articles.aspx?CatID=102&ArticleID=1026536&searchText=%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A9&date=03032015