صحح معلوماتك يا أبا معاذ..حفظك الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام في جريدة القبس .. وفقهم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فقد اطلعت على مقال الكاتب الكريم م. مبارك الدويلة-وفقه الله- المنشور في”القبس” عدد الأربعاء ٢٠١٥/٢/١٨ والمعنون ب” ماذا يجري في وزارة الأوقاف؟”، وقد استغربت كيف هان على الأخ المكرم الكاتب أن يتهم إخوانا له في الإسلام بهذه الطريقة؛ ولأن المقالة تضمنت معلومات غير دقيقة فقد احببت أن أقوم بتصحيحها للكاتب الكريم وقرائه، راجيا منكم التكرم بنشرها في نفس الصفحة التي نشر فيها مقاله..وفق الله الجميع :
١- لن أعقب على كل ما ذكره الكاتب وإنما سأركز على بعض النقاط التي أعرف تفاصيلها بنفسي.
٢- قال مبارك الدويلة في معرض نقده لعهد وزير الأوقاف الحالي: “وتم إقصاء كل المديرين المحسوبين على هذا التيار واستبدالهم آخرين من تيار موال بهم!”. ولا أدري من أين أتى الأخ مبارك بهذه المعلومة الخاطئة؛ لأن الوزير الصانع لم يقم بإقالة ولا بنقل أي مدير، لا من الإخوان المسلمين ولا من غيرهم، وبإمكان الكاتب أن يتأكد بنفسه بسؤال أي شخص في الوزارة.
٣- قال الأخ مبارك-وفقه الله-: ” وتوجه الوزير إلى مركز الوسطية ليكلف شخصاً بإدارته، وهو الذي قيل إنه تم إلغاء تكليفه إدارياً عام 2011 لخلل في التزامه بالدوام “. ولي مع هذا الكلام وقفات :
أ- نشر الأخ مبارك تغريدة عبر حسابه الخاص، بعد ردي عليه، مشيرا إلى أنه لم يكن يقصدني بكلامه هذا، وليعذرني الأخ مبارك إذا قلت له بأنني لا أستطيع قبول تغريدته هذه؛ لأن الوزير الصانع لم يكلف أحدا غيري لإدارة الوسطية.
ب- في عام ٢٠١١ تم تكليفي بوظيفة باحث في الوسطية، ثم تركت العمل بعد أيام بسبب ما رأيته من انحرافات فكرية في المركز، منها الدعوة للثورات وخلع الحكام، ومنها الاستهزاء بفتاوى العلماء في مسألة تحرير دولة الكويت، بالإضافة إلى أسباب أخرى سيأتي موعد كشفها بعون الله، وقد كنتُ أخبرتهم آنذاك بعدم رغبتي بالاستمرار بالعمل، وارتكب المسؤولون مخالفات إدارية فادحة في هذاالموضوع وهذا كله موثق بفضل الله.
ج- قال الأخ مبارك-سدده الله-: ” ! ثم تأتي الكارثة العلمية والإنسانية، حيث تم إنهاء خدمات 73 موظفاً في مركز الوسطية بحجة «فوبيا الإخوان»، وليس فيهم من ينتمي إليهم إلا أقل من العشرة! ومع الأسف، حدد لهم شهر مارس لإنهاء عملهم من دون اعتبار للعامل الإنساني، حيث إنهم أصحاب أُسر، ولديهم أولاد في المدارس، ويسكنون بالإيجار، ومعظمهم على بند المكافآت، أي ليس لديهم نهاية خدمة!”. وفي هذا الكلام جملة من المعلومات غير الصحيحة، منها :
أ- أن العدد الذي تم إنهاء تكليفهم من بداية شهر مارس ليس إلا ١٦ موظفا، وكلهم لهم وظائف أخرى، ولكن كان لهم تكليف دوام واحد فقط في المركز، صباحي أو مسائي.
ب-كما أن سبب إلغاء تكاليف الإخوة هؤلاء وغيرهم هو قرار مجلس الخدمة المدنية بتحويل المركز إلى إدارة تتبع مكتب الوزير بناء على طلب اللجنة العليا للعمل على تعزيز الوسطية، وبعض العاملين تم إلغاء تكاليفهم بطلب من ديوان الخدمة المدنية بسبب مخالفات إدارية ارتكبها المسؤولون في قرارت التكليف، وطالب ديوان الخدمة بعضهم برد المبالغ التي تقاضاها بغير وجه حق، وبعض هذه المبالغ بلغت عشرات الآلاف؛ فلم يكن إلغاء تكاليفهم بسبب فوبيا الإخوان كما ذكر الكاتب سدده الله، بل أقسم بالله ﷻ بأنني سمعت الأخ الوزير يحذر من ظلم أي موظف سواء كان من الإخوان أو من غيرهم.
ج- لا أدري ماهي الموازين الدقيقة عند الأخ مبارك تلك التي جعلته يحدد بأن المنتمين للإخوان من هؤلاء أقل من العشرة؟! وعذري لأخي الكبير مبارك بأنه وثق بمن زوده بهذه المعلومات المغلوطة، وقد كان حريا به أن يتثبت منها قبل أن يقوم بنشرها عملا بأمر الله ﷻ لنا بالتثبت.
٤- ختم الأخ مبارك وفقه الله مقالته بقوله: “لا أريد أن أتكلم عن الوزير ومؤهلاته الشخصية والسلوكية التي تجعله مناسباً لوزارة الأوقاف، فهذا أمر بينه وبين ربه، لكن هل توجهاته الفكرية والسياسية كانت تؤهله للأوقاف؟!”. وهذا كلام تضمن تعريضا ولمزا بالأخ الوزير تمنيت من الكاتب أن لا يتفوه به ولا تجري بكتابته أنامله. أما الأخ الوزير الصانع-وفقه الله- فقد شهدت له إنجازاته الكبيرة جدا في وقت قصير للغاية، فقد وفق الله هذا الرجل ليعمل خلال شهرين ما عجز عنه وزراء سابقون عبر عشرات السنين، ولو لم يكن إلا إنصافه للأئمة الكويتيين المعينيين بقراره التاريخي الذي لم يصدره وزير إسلامي قبله لكان كافيا، لذا لم نستغرب كثرة ثناء أئمة المساجد عليه في حساباتهم وغيرها، كيف اذا اضيف لذلك قانون الحج الذي لم يعدله أحدٌ منذ عام ١٩٧٦، وهكذا إلغاء مجلس الوكلاء الذي فرح به كثير جدا من منسوبي الوزارة إن لم يكن أكثرهم، وكذلك إصلاحه خلل مركز الوسطية، وتفعيله للجنة العليا للوسطية، وتكويت اللجان، وترشيد الدعم الخارجي للمركز، والتدقيق في الدعاة المكفولين خارج الكويت، واقصاء المنحرفين فكريا منهم، وفصل بعض الأئمة التكفيريين، وتشكيل لجنة المناصحة والتوجيه، ولا ننسى تلك الحملة الإنسانية لإغاثة الإخوة السوريين النازحين في الأردن ولبنان والتي ذهب الوزير فيها بنفسه للمخيمات وباشر التوزيع مع إخوانه بنفسه، وهذه كذلك لم يفعلها وزير قبل الأخ يعقوب..وغير ذلك كثير جدا لايسع المقام لسرده..سدده الله وجزاه ﷻ خير الجزاء. كل هذا كان في مدة يسيرة لم تبلغ ٣ أشهر. ولذلك وقف المصلحون الصادقون في صف الأخ الوزير، وسيقفون معه مادام أنه يسير في طريق الإصلاح، فإن حاد عنه-لاقدر الله- فلن يجدهم بجواره. في الختام أذكر الأخ الكبير الكريم أبا معاذ وفقه الله بأهمية التثبت في الأخبار، وعدم قبول الكلام دون دليل، فقد قال ﷺ: ” البينة على المدعي..”، وقال ﷺ: ” كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع”، وقال ﷺ محذرا من اتهام الناس: ” من قال في مؤمن ماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج”..
٥- كنت عزمت على كتابة سلسلة من المقالات المفصلة في مناقشة الأخ مبارك، لكني سأكتفي بهذا المقال، نزولا عند رغبة بعض الفضلاء، إلا إذا اضططرت إلى معاودة الكتابة لاحقا..
والحمدلله رب العالمين .